جهة, واللغات الإغريقية واللاتينية والجرمانية من جهة أخرى؛ من تشابه وصلات قرابة وروابط وثيقة, ومهد السبيل لإنشاء علوم القواعد التاريخية والمقارنة1، ووسَّع بذلك نطاق الدراسات اللغوية.
وكان من أشهر من افتتح هذه السبيل العلامة الألماني شليجيل Schlegel, فقد نبَّه أذهان العلماء إلى صلات التشابه الكثيرة التي تربط اللغات الأوربية والهندية الآرية بعضها ببعض؛ تلك اللغات التي رجعها العلماء من بعده إلى فصيلة واحدة سموها: "الفصيلة الهندية _ الأوربية" كما سيأتي بيان ذلك2.
ومن ذلك الحين أخذ العلماء يدرسون هذه الفصيلة دراسة علمية عميقة, ويكشفون عما بين أفرادها من تشابه في أصول الكلمات, وفي قواعد الصرف والاشتقاق والتنظيم، فبلغوا بعلم "القواعد المقارن" شأوًا راقيًا. وكان من أنبه أفراد هذه الحلية ذكرًا وأجلهم أثرًا في هذه النهضة عالمان ألمانيان هما: بوب3 Franz رضي الله عنهopp, وجريم4 Jacques Louis Crimm.
وقد مهدت بحوث "علم القواعد المقارن" السبيل إلى بحوث "علم القواعد التاريخي"؛ فانتقل العلماء من الموازنة بين اللغات الهندية الأوربية إلى الموازنة بين مظاهر كل لغة منها في مراحلها المختلفة، ومن البحث في تفرع هذه اللغات بعضها من بعض, وتفرعها عن أصل واحد, إلى البحث في الطريقة التي تسلكها كل لغة منها على حدتها في تطورها وارتقائها من جميع نواحيها, وبخاصة من ناحية قواعدها, وكان مِن أشهر مَن افتتح هذا السبيل جاك لويس جريم