عرضنا في الفقرات السابقة لعلم اللغة في وضعه الأخير، وسنتكلم بإيجاز في هذه الفقرة عن المراحل التي اجتازتها البحوث اللغوية حتى وصلت إلى هذا الوضع، مقسمين موضوعنا قسمين: أحدهما: خاص بتاريخ هذه البحوث في الغرب، وثانيهما: خاصٌّ بتاريخها في اللغة العربية.
تاريخ البحوث اللغوية في الغرب:
ظلت البحوث اللغوية عند أمم أوروبا، حتى أواخر القرن الثامن عشر الميلادي محصورة في دائرة ضيقة لا تعدو كثيرًا مسائل علوم البنية والتنظيم والأسلوب -المورفولوجيا والسنتيكس والستيليستيك- في أشكالها التعليمية1.