والعصر الحاضر نفسه يشهد كثيرًا من آثار هذا القانون؛ فلانتشار اللغة الأسبانية في مناطق واسعة من الأرض، ولاختلاف الطوائف المتكلمة بها، أخذت تفقد وحدتها، فانشعبت عنها في أمريكا الجنوبية لهجات كثيرة تختلف كل منه عن الأسبانية الأصلية اختلافًا غير يسير في كلماتها وأصواتها، بل إن بعض هذه الهجات أخذ يختلف عن الأسبانية الأصلية في القواعد نفسها1, ومثل هذا حدث بين البرتغالية في البرتغال والبرتغالية في البرازيل، فقد وصل الخلاف بينهما إلى القواعد نفسها, بل إلى شكل كذلك2, وهذا هو ما يحدث الآن للإنجليزية والألمانية, فقد أخذت إنجليزية الولايات المتحدة بأمريكا تختلف عن إنجليزية الجزر البريطانية في كثير من المفردات وأساليب النطق3, وأخذت ألمانية سويسرا تبتعد عن أصلها, ويزداد تأثرها بجارتها الفرنسية حتى توشك أن تكون لهجة متميزة عن ألمانية الألمان, وقد اتسعت مسافة الخلف بين اللهجات المنشعبة عن العربية حتى أصبح بعضها شبه غريب عن بعض؛ فلهجة العراق ولهجات شمال إفريقيا في العصر الحاضر مثلًا يجد المصري بعض الصعوبة في فهمها, غير أنه قد خفف