علم اللغه (صفحة 18)

وقانون الجذب العام، وقانون أرشميدس1, وقانون بويل2 في الطبيعيات، وقوانين العرض والطلب3, وقانون جريشام4 في الاقتصاديات ... وهلمّ جرّا.

هذا، وقد فطن الإنسان منذ عصور سحيقة في القدم إلى خضوع الكواكب والنجوم في سيرها وبزوغها وأفولها لقوانين ثابتة مطردة، هدته إلى ذلك مشاهداته اليومية, وملاحظته لإطراد النظام الذي تسير عليه هذه الأجرام, وعلى هذه المشاهدات أُسِّسَ علمٌ من أقدم العلوم الإنسانية؛ وهو علم الفلك.

ومع ارتقاء الفكر الإنساني أخذ الاعتقاد بخضوع الظواهر لقوانين ثابتة, يتسع نطاقها قليلًا قليلًا حتى شمل كل نواحي الطبيعة وكل مظاهر الحياة، وحفز الباحثين على إنشاء علوم الطبيعة والكيمياء والجغرافيا والبيولوجيا والتاريخ الطبيعي ... وما إلى ذلك من البحوث التي لم تغادر ظاهرة من ظواهر الطبيعية, ولا ناحية من نواحي النمو إلّا كشفت عما يسيطر عليها من قوانين, وبذلك تكونت مجموعة من العلوم هي العلوم الطبيعية.

ولم يمض على ذلك أمد طويل حتى تمكّن العلماء من الوقوف على القوانين الطبيعية الخاضعة لها الرياح والعواصف والأمواج.. وما إلى ذلك من الظواهر التي كانت مضرب الأمثال في التقلب وعدم الاستقرار, والتي كان الشعراء يجعلونها رمزًا للتحرر من ربقة القواعد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015