علم اللغه (صفحة 172)

6- أساس التقليد اللغوي عند الطفل:

يتبين مما ذكرناه في الفصول السابقة أن التقليد اللغوي في الطفولة يعتمد على ميلٍ فطريٍّ مزود به الطفل، وأن أعمال المحاكاة التي يتجه إليها الطفل بدافع من هذا الميل تنبعث عن قصد وإرادة، وتشرف قواه الفكرية على أدائها وتنظيمها، وإصلاح فاسدها، وجعلها مطابقة للأصل, وفهم مدلولها، وحفظها، واستخدامها فيما وضعت له1؛ فأعمال التقليد اللغوي عند الطفل لا تختلف في أساسها عن ألعابه الراقية؛ كألعاب الاستطلاع والحل والتركيب والتصوير والمقاتلة والصيد والألعاب العائلية والاجتماعية والصناعية والزراعية.. وهلم جرا2. فكلاهما يعتمد على ميل فطري مزود به الطفل, ويتجه إليه بدافع من هذا الميل، ولكن كليهما كذلك ينبعث عن قصد وإرادة, وتشرف قوى الفكر على أدائه وتنظيم عناصره.

غير أن طائفة من الباحثين -على رأسها العلامة لودانتك La عز وجلantec- قد ذهبت في هذا الصدد مذهبًا آخر، فزعمت أن التقليد اللغوي عند الطفل عملية آلية مجردة عن القصد والإرادة وعمل الفكر، ولا تعتمد إلى على أمور جسمية خالصة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015