علم اللغه (صفحة 124)

وبعضهم يبحث في هذا التطور من ناحية رابعة تتعلق بقواعد الصرف والتنظيم "المورفولوجيا والسنتكس1".

وأشهر نظرية بهذا الصدد, هي النظرية التي قال بها العلامة شليجل Schlegel, وتابعه فيها جمهرة كبيرة من علماء اللغة, وهي تقسم اللغات الإنسانية في هذه الناحية إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول: اللغات المتصرفة Flexionnelles ou a Flexion, أو التحليلة صلى الله عليه وسلمnalytiquew: ويمتاز هذ االقسم من ناحية "المورفولوجيا" بأن كلماته تتغير معانيها بتغير أبنيتها، ومن ناحية "السنتكس" بأن أجزاء الجملة يتصل بعضها ببعض بروابط مستقلة2 تدل على مختلف العلاقات, وذلك كاللغة العربية؛ فإن كلماتها تتغير معانيها بتغير بنيتها؛ فتقول عِلْم للدلالة على المصدر، وعَلِمَ للدلالة على الفعل الماضي، وعَلَّمَ للدلالة على تعدي الفعل، واعْلَمْ للدلالة على الأمر، والعلوم للدلالة على جمع العلم، والمعلوم للدلالة على ما وقع عليه العلم، والعلَّامة للدلالة على وسيلة العلم ... وهلم جرا. هذا من ناحية الصرف, وأما من ناحية التنظيم: فإن عناصر جملها يتصل بعضها ببعض عن طريق روابط مستقلة تشير إلى مختلف العلاقات؛ فتقول مثلًا: ذهب محمد وعلي من المنزل إلى الجامعة, فتأتي بواو قصيرة ونون زائدتين بعد دال محمد للدلالة على أنه أحدث الحدث، وتأتي بالواو العاطفة بين محمد وعلي للدلالة على عطف عنصر من عناصر الجملة على آخر، وبمن للدلالة على الابتداء، وبإلي للدلالة على الانتهاء, وما قيل في اللغة العربية يقال مثله في بقية اللغات السامية, وفي اللغات الهندية - الأوروبية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015