وضع أصوات معينة لمسميات خاصة، وتوضيح الأسباب التي وجهته إلى هذا الأسلوب دون غيره.
وعلى ضوء هذه الحقائق سنناقش النظريات التي قيلت في نشأة اللغة، فنرفض كل نظرية تذهب في ذلك مذهبًا لا يتفق مع هذه الحقائق المقررة، أو تغفل المشكلة الرئيسية التي نحاول حلها.
هذا، وأهم ما قيل بهذا الصدد يرجع إلى أربع نظريات:
النظرية الأولى: تقرر أن الفضل في نشأة اللغة الإنسانية يرجع إلى الهام إلهيٍّ هبط على الإنسان فعلمه النطق وأسماء الأشياء، وقد ذهب إلى هذ الرأي في العصور القديمة الفيلسوف اليوناني هيراكليت1 Heraclite، وفي العصور الوسطى بعض الباحثين في فقه اللغة العربية كابن فارس في كتابه الصاحبي2، وفي العصور الحديثة طائفة من العلماء على رأسها الأب لامي Lami في كتابه "فن الكلام" Lصلى الله عليه وسلمrt de parler, والفيلسوف دوبونالد عز وجلe رضي الله عنهonald في كتابه التشريع القديم4 Legislation primitive.
ولا يكاد أصحاب هذه النظرية يقدمون بين يدي مذهبهم دليلًا عقليًّا يعتد به5. أما أدلتهم النقلية فبعضها يحتمل التأويل, وبعضها يكاد يكون دليلًا عليهم لا لهم. فالمؤيدون لهذا الرأي من باحثي