غيرهم من الطوائف الذين ليس لهم من هذا العلم نصيب.
خامساً: نظراً لما للصحابة من مكانة ولعظم منزلتهم في الأمة فقد اعتنى العلماء بأخبارهم وأحوالهم وبيان مكانتهم، وجمع مروياتهم، فألفوا في ذلك كتباً كثيرة متنوعة، منها كتب معرفة الصحابة، وكتب الطبقات، وفي كتب التواريخ، وكتب الفضائل، وكتب المسانيد وغيرها.
ولا غرابة في ذلك فهم صفوة الخلق بعد الأنبياء والرسل وقد اختارهم الله عز وجل لصحبة خير الخلق محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم وزكاهم الله ورسوله وأجمعت الأمة على أفضليتهم وخيريتهم، فلم يخالف في ذلك إلا فروخ اليهود وأذنابهم من الروافض والباطنيين الذين هم مرتدون عن دين الإسلام بإجماع الأمة، وهؤلاء لا يعتد بخلافهم ولا ينظر إليه، والصحابة هم نقلة الدين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم صلة الأمة برسولها، وكانوا أمناء في التحمل والأداء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا طريق للأمة لمعرفة ما جاء به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهدى ودين الحق إلا هم، فمن طعن فيهم إنما أراد الطعن في هذا الدين كما قال الإمام أبو زرعة الرازي (ت 264 هـ) : "إذا رأيت الرجل ينتقص أحداً من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما يريد هؤلاء أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، الجرح بهم أولى وهم زنادقة".
سادساً: إن مدارس العلم ومراكزه الأولى تأسست على أيدي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقت مبكر، حيث كان عبد الله بن