لا شك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المؤسس الأول لهذه المدرسة بل للدين كله.
فكان مسجده مقر قيادته للأمة ديناً ودنيا وعلماً وعملاً، وبعد موته صلى الله عليه وسلم وتفرق الصحابة للجهاد في سبيل الله ونشر الإسلام في أنحاء الأرض لم يبق في المدينة إلا القليل منهم ممن استبقاه الخلفاء الراشدون لمشورتهم ولنشر العلم في المدينة النبوية.
وكان من أولئك الصحابي الجليل زيد بن ثابت رضي الله عنه الذي كان كما قال قبيصة بن ذؤيب: "رأساً في الفتوى والقضاء والقراءة والفرائض" 1 كما كان من كتاب الوحي أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو الذي انْتُدِبَ لجمع القرآن في زمن أبي بكر الصديق ثم في زمن عثمان رضي الله عنهم أجمعين.
ولذلك اعتبره الإمام علي بن المديني من الثلاثة الذين تأسست على أيديهم مدارس العلم الأولى فقال:
"لم يكن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من له صحبة يذهبون مذهبه ويفتون بفتواه ويسلكون طريقته إلا ثلاثة 2: عبد الله بن مسعود، وزيد بن ثابت، وعبد الله بن