علم البديع (صفحة 79)

العظيمة قدر على أن يرزق بغير حساب من شاء من عباده. وهذه مبالغة التكميل المشحونة بقدرة الله. فهنا اجتمعت المطابقة الحقيقية ومبالغة التكميل.

ومثله قول امرئ القيس:

مكر مفر مقبل مدبر معا … كجلمود صخر حطه السيل من عل

فالمطابقة في الإقبال والإدبار، ولكنه لما قال «معا» زادها تكميلا، فإن المراد بها قرب الحركة وسرعتها في حالتي الإقبال والإدبار، وحالة الكر والفر. فلو ترك المطابقة مجردة من هذا التكميل ما حصل لها هذه البهجة ولا هذا الوقع الحسن في النفس.

ثم إنه استطرد بعد تمام المطابقة وكمال التكميل إلى التشبيه على سبيل الاستطراد (?) البديعي، وبهذا اشتمل بيت امرئ القيس على المطابقة والتكميل والاستطراد.

وممن كسا المطابقة ديباجة التورية أبو الطيب المتنبي حيث قال:

برغم شبيب فارق السيف كفه … وكانا على العلات يصطحبان

كأن رقاب الناس قالت لسيفه: … رفيقك قيسيّ وأنت يماني (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015