علم البديع (صفحة 136)

العروضية، أو إلى مقاطع متساوية في الوزن. ويسمى التقسيم حينئذ «التقسيم بالتقطيع».

ومن أمثلة ذلك وهو من بحر الطويل قول المتنبي:

فيا شوق ما أبقى ويالي من النوى … ويا دمع ما أجرى ويا قلب ما أصبا

فقد جاء المتنبي بهذا البيت مقسما على تقطيع الوزن، كل لفظتين ربع بيت.

ومنه وهو من بحر البسيط قول المتنبي أيضا:

للسبي ما نكحوا والقتل ما ولدوا … والنهب ما جمعوا والنار ما زرعوا

فقد جاء البيت مقسما مقطعا إلى أربعة مقاطع متساوية في الوزن.

ومنه وهو من بحر الخفيف قول البحتري:

قف مشوقا أو مسعدا أو حزينا … أو معينا أو عاذرا أو عدولا

فالبيت هنا مقسم مقطّع إلى ستة مقاطع كل واحد منها يمثل تفعيلة من تفعيلات بحر الخفيف.

وقد يجيء التقسيم بالتقطيع مسجوعا، كقول مسلم بن الوليد:

كأنه قمر أو ضيغم هصر … أو حية ذكر أو عارض هطل

وكقول أبي تمام من قصيدة يمدح فيها المعتصم ويذكر فتح عمورية:

لم يعلم الكفر كم من أعصر كمنت … له المنية بين السّمر والقضب (?)

تدبير معتصم بالله منتقم .. … لله مرتقب في الله مرتغب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015