دينا" وقوله كذلك: "الإسلام حسن الخلق" 1.

وقال الرسول: "ما من شيء أثقل في الميزان من خلق حسن" 2، وروي عنه أنه قال: "حسن الخلق خلق الله الأعظم" 3، وعندما سئل الرسول أي الإسلام أفضل قال: "من سلم المسلمون من لسانه ويده "4، وجاء في تفسير القرطبي وابن كثير في قوله تعالى: {وَإنَّكَ لعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} أي: على دين فيه أخلاق عظيمة ولأن الدين عبارة عن واجبات نحو الله تعالى ونحو الإنسان نفسه وغيره، وواجباته نحو المخلوقات الحية الأخرى، وإذا علمنا أن الله لم يصف أحدا من الأنبياء بالخلق العظيم وإنما وصفهم بأوصاف مثل: رشيد وصالح وحليم وما إلى ذلك، علمنا السر في ذلك.

وقد سمى البعض الأخلاق بأنها علم الواجب أي: أنها علم يعرِّف الإنسان الواجبات كما يجب أن يفعلها5، ومن ثم كان إطلاق الأخلاق على الدين في اللغة كما سبق، وفي الاصطلاح أحيانا كما بينا، ومن هنا يدخل العبادات في إطار الواجبات "انظر آراء الفلاسفة في إدخال الواجبات الإلهية في إطار الأخلاق في علم الأخلاق لأرسطو ج1 ص 131".

وليس هذا الفهم الذي عرضناه مفروضا على الإسلام أو غريبا عنه، بل روح الإسلام فإن هذه الروح روح أخلاقية، وهدف الإسلام في الحياة تحقيق غاية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015