والباطل في الحقائق وصحة السلوك وفقا لذلك التمييز بين الخير والشر في الحياة والخير تابع دائما للحق، والشر كذلك تابع للباطل، ولذا فلا بد من أن تبنى صحة النظر ونظام الحياة الخيرة على نظام الاعتقاد الحق. وإذا كان الأمر كذلك فلا يمكن تصور العمل النافع للخير بدون التصور النظري الصحيح، إذن لا بد من الجمع بين النظر والعمل إذا أريد العمل الناجح النافع.

وتبين من هذا اتفاق معيار الحق والباطل ومعيار الخير والشر في الأخلاق والإسلام معا، وتبعا لهذا الاتفاق اتفق المعياران أيضا في النظر إلى القيم بوجه عام والقيم الأخلاقية بوجه خاص، ذلك أن القيم ومعيارها نابعان من فكرتي الخير والشر وهما بدورهما نابعان من الحق والباطل بمعناهما الأوسع والأعم.

وقيمة الحق في نظر الإسلام هي قيمة الحق نفسها في نظر الأخلاق؛ لأن كلا منهما يبني أسسه على الحق ويأمر باتباعه لتحقيق الخير الإنساني فالخير نتيجة طبيعية لاتباع الحق، والشر نتيجة طبيعية لاتباع الباطل.

وهكذا التقى الإسلام والأخلاق في الغاية والهدف، وهو تحقيق الخير الإنساني في هذه الحياة، وزاد الإسلام على التفكير الأخلاقي البحت استهداف تحقيق ذلك الخير في الآخرة أيضا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015