الباحث: أ / رشاد قائد مهدي أحمد
الدرجة العلمية: ماجستير
الجامعة: جامعة صنعاء
بلد الدراسة: اليمن
لغة الدراسة: العربية
تاريخ الإقرار: 2009
نوع الدراسة: رسالة جامعية
الملخص:
في ختام هذه الدراسة يود الباحث أن يقدم خلاصة تشمل النتائج والتوصيات، وذلك على النحو التالي:
- أولاً: النتائج
1. إنّ الفكر التربوي الإسلامي المعاصر بحاجة إلى دارسات علمية تسهل نقل ما يمكن نقله من المستوى النظري إلى مستوى التطبيق؛ لكي تستعيد الأمة الإسلامية خصوصيتها الثقافية وجزءاً من هويتها المفقودة.
2. إنّ أبرز ما أثر في توجيه فكر مقداد يالجن التربوي هو: تدين أسرته، والمتغيرات السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.
3. إنّ فكر مقداد يالجن تميّز بالآتي:
أ. المرونة الفكرية في تعامله مع التراث الإسلامي والإنساني.
ب. الأصالة؛ حيث يستند في جملة فكره إلى نصوص الكتاب، والسنة.
ج. الإنصاف، ويظهر ذلك من خلال تعامله مع الفلسفة، ومع الطرق الصوفية، ومن تعامله كذلك مع الفكر الغربي (التربوي، والإنساني بصورة عامة) .
د. الإبداع والتنوع ويظهر ذلك من خلال استخدامه للقواعد الأصولية في مجال التربية، وتناوله لموضوعات تربوية متنوعة، حيث أنتج كتباً تخدم الإداريين والمشرفين التربويين والمعلمين والطلبة.
4. يتسم فكره في المقابل بجوانب قد تكون جوانب قصور تعتري الجهد البشري عادةً مثل: التكرار الذي ربما خرج عن دائرة التسويغ المنهجي، وما يتبع ذلك التكرار من ثبات في بعض الجوانب المحتاجة إلى تطوير، إذ إنّ التطوير المستمر يُعدّ من سمات الفكر الحي المتفاعل الذي يستكشف آفاقاً جديدة تتبدى معها جوانب الخلل في الرؤى والأفكار السابقة، ويظهر هذا الثبات جلياً من خلال تتبع ما كتبه يالجن عن التربية الأخلاقية، إذ لم تحدث تغيرات تذكر في ما كتبه عنها أثناء دراسته وقد يكون من غير المعقول -خاصة في مجال التربية-أن يكون قد استوفى كل ما يتعلق بالتربية الأخلاقية في كتابه "التربية الأخلاقية الإسلامية". وكما سبقت الإشارة في البحث إلى أنّ مضمون الكتاب يتكرر في قدر غير يسير من كتبه، وربما كان الثبات مقبولاً -من وجهة نظر الباحث-من كاتبٍ توقف عن الكتابة، إمّا بسبب الموت أو لأي أسباب أخرى، أمّا من لايزال يؤلف وينتج-ومقداد يالجن واحد من هؤلاء أمدّ الله في عمره-فإنّ الأفكار الجديدة والتطوير تصبح في هذه الحالة من مستلزمات الكتابة. كما لاحظ الباحث وجود إسهاب ربما مبالغ فيه عند تناول بعض القضايا، فهو عند الحديث عن أساليب التربية الإنسانية مثلاً يذكر سبعة وأربعين أسلوباً يمكن -عند التدقيق والتمحيص- ألا تصل إلى هذا العدد. ومع وجود مثل هذه الملاحظات إلا أنَّ ذلك لا يقلل من الجهد الذي خدم به مقداد يالجن الفكر التربوي الإسلامي المعاصر والآفاق البحثية التي تفتحها مؤلفاته وأبحاثه.
5. يمكن تجديد الفلسفة وفلسفة التربية -من ثمّ-من خلال المنهج الذي وضعه مقداد يالجن ويتلخص في:
أ-دراسة المبادئ الإسلامية من جديد من خلال النصوص الإسلامية (القرآن والسنة الصحيحة) بعيداً عن الأفكار المذهبية، والحزبية.
ب-عدم محاولة فهم المبادئ الإسلامية بالآراء الفلسفية.
ج-محاولة فهم المبادئ الإسلامية الخاصة بموضوع معين في ضوء النظام الإسلامي كله من خلال ما توحي به النصوص في مجموعها، وألا يقتصر على جانب واحد منهاٍ.
6. الحاجة إلى مراجعة القول بأنّ العوامل التي تشكّل السلوك الإنساني تنحصر في العوامل الفطرية، والوراثة، والبيئة، دون التأكيد على أن دور الوراثة قد يكون مساعداً وليس أساسياً. كما أنّ حصر أسباب السلوك الإنساني في تلك الأسباب الثلاثة فقط يمكن أن يبرر تهرب الفرد من تحمل المسئولية المترتبة على أفعاله؛ لأنّ سلوكه إنّما هو نتاجٌ لعوامل لم يكن له تدّخل في إيجادها، أو اختيارها.
7. إنّ ثمّة آراء لمقداد يالجن ربما تحتاج إلى إعادة النظر ومنها:
أ-استدلاله على أن اللبن يورث الصفات الخُلُقية بالحديث الذي أورده الهيثمي في مجمع الزوائد، مع أن صاحب الكتاب يضعّف الحديث.
ب-وصف بعض الدوافع الفطرية بأنّها ملائكية، أو شيطانية؛ لأنّ ذلك يتعارض مع القول بحيادية الطبيعة الإنسانية الذي يتبناه.
ج-استخدامه لعبارة "وجهة نظر الإسلام" أو "رأي الإسلام"، في الوقت الذي يتحدث فيه يالجن عن وجهة نظره في فهم الإسلام، وهذه العبارات قد توحي أيضاً بأنّ الرأي المخالف لا يمثل وجهة نظر إسلامية، مع أنَّه ينطلق من المرجعية الإسلامية.
د-تقسيم جوانب التربية الإسلامية إلى جوانب أساسية، وأخرى غير أساسية كما يفهم من كلامه؛ لأنّّ ما عده من الجوانب غير الأساسية قد يؤدي نقص الاهتمام بها إلى خللٍ في بناء الشخصية الإسلامية مثل التربية الجهادية، والاقتصادية، والإدارية.
8. إنّ مقداد يالجن من دعاة أسلمة المعرفة-ومنها المعرفة التربوية-وظهور خلاف في تحديد أيٍّ من المصطلحات هو الأنسب "أسلمة المعرفة" أم "التأصيل الإسلامي للعلوم"، وغيرها من المصطلحات خلاف لفظي لا يؤثر على مضمون الدعوة إلى إعادة بناء المعرفة وفقاً للقيم الإسلامية.
9. تتلخص خطوات منهج التأصيل الإسلامي للعلوم الإنسانية ومنها التربية بالخطوات التالية:
أ-أن يكون الباحث متخصصاً في مجال المعرفة التي يؤصلها.
ب-التمكن من المنهج الاستنباطي، إضافةً إلى مناهج البحث الأخرى التي تخدم الباحث.
ج-الاستدلال بمصادر التشريع الإسلامي الرئيسة (القرآن والسنة الصحيحة) ، مبتدئاً بالاستدلال بالقرآن الكريم، ثمّ السنة الصحيحة، مع مراعاة الجمع في الاستدلال بين القرآن والسنة الصحيحة.
د-الرجوع إلى مصادر التشريع الإسلامي الأخرى وهي: الإجماع، والقياس، والاستحسان، والعرف، وسد الذرائع، وشرع من قبلنا ما لم يرد النسخ، والاستصحاب، والمصالح المرسلة، مع معرفة ضوابط استخدامها.
هـ-الرجوع إلى التراث الإسلامي، والاستفادة من أراء العلماء المسلمين وإسهاماتهم، ومن ذلك التراث: قواعد أصول الفقه.
10. إنّ مذهب مقداد يالجن في تحديد أهداف التربية الإسلامية يتسم بالشمول، وتتحدد تلك الأهداف بالتالي:
أ-بناء الفرد المسلم المتكامل جوانب الشخصية.
ب-بناء خير أمة أخرجت للناس.
ج-بناء خير حضارة إنسانية.
11. إنّ من جوانب الانعكاسات التطبيقية لفكر مقداد يالجن التربوي الآتي:
أ- استخدام المنهجية الإسلامية في دراسة العلوم التربوية.
ب-إقرار التربية الأخلاقية بمفهومها الشامل الذي لا ينحصر في إلزام الطلاب بمقرر دراسي يُلقن ليحفظ، ثمّ ينسى بمجرد خروج الطالب من قاعة الامتحان.
ج-إقرار التربية الإبداعية.
د-تبني الجامعات لعملية التأصيل والتوجيه الإسلامي للعلوم، والمعارف، والفنون، من خلال إنشاء "مركز بحوث التأصيل والتوجيه الإسلامي للعلوم" ويكون هذا المركز في إطار رابطة الجامعات الإسلامية، وتخصيص ميزانية كافية، وتوفير الإمكانات اللازمة؛ كي تتمكن من القيام بدورها في وضع منهج إسلامي في التفكير، والنقد، والتقويم، والقبول، والرد، ومن أجل بناء عقليات حرة ومبدعة تسهم في الرقي بأمتها.
12. للتلفيق صور يفترض أن يجتنبها الباحث في الدراسات التربوية وتتلخص هذه الصور في الآتي:
الصورة الأولى: تطويع النصوص للاتجاهات.
الصورة الثانية: التعسف في تطويع المعلومات وإخضاعها للإسلام.
الصورة الثالثة: محاولة التوفيق بين المعلومات والإسلام بأي طريق ممكن مهما حصل من التعسف والتخبط.
الصورة الرابعة: إضافة بعض النصوص الإسلامية في البحوث دون الاستناد إليها حقيقةً في بناء وجهة النظر التي توصف بعدذلك بأنّها إسلامية.
- ثانياً: التوصيات
إستناداً إلى نتائج الدراسة فإنّ الباحث يوصي المؤسسات التربوية والأكاديمية بما يلي:
1. الاستفادة من منهج التأصيل الذي وضعه مقداد يالجن في الدراسات التربوية، وإدخال المنهج الأصولي ضمن المناهج المتبعة في الدراسات الإنسانية عند تدريس مناهج البحث.
2. دراسة إمكانية تضمين التربية الأخلاقية بمفهومها الشامل لتصبح جزءاً أساسياً في المنهج، ويقترح الباحث أن يسبق ذلك عدة خطوات وهي:
أولاً: إعادة النظر في معايير القبول في مهنة التعليم، بحيث لا يلتحق بها إلا من تمثل المعايير أو انطبقت في جملتها عليه.
ثانياً: تحديد جوانب أخلاقية سلوكية (مثل الصدق والأمانة ... إلخ) لكل صف دراسي ابتداءً من الروضة حتى المرحلة الجامعية، لوضع مفردات وأنشطة تخدم موضوعاتها المقررات الدراسية كافة.
ثالثاً: تحديد الوسائل والطرق الممكنة لنجاح التربية الأخلاقية في كل مرحلة دراسية، مع مراعاة إشراك الأسرة والمؤسسات المجتمعية الأخرى مثل المسجد والإعلام في ذلك بأقدار متفاوته.
رابعاً: تحديد آليات للتواصل الفعال بين المدرسة والأسرة -بوجه خاص-.
خامساً: دراسة آليات التقييم والمتابعة وتحديدها. وما سبق يمكن أن يكون خطوات عامة وكل خطوة تحتاج إلى خطوات ربما يأخذ تنفيذها زمناً طويلاً. ويكفي هنا لفت الانتباه إلى مثل هذه التربية؛ لعل ذلك يسهم في تكوين إرادة عند أصحاب القرار للالتفات إلى هذه القضية الجوهرية في العملية التعليمية والتربوية.
3. إدخال التربية الإبداعية في المنهاج الدراسي على نحو إبداعي.
4. إنشاء "مركز بحوث التأصيل والتوجيه الإسلامي للعلوم" يقوم المتخصصون من خلاله بوضع منهج إسلامي في التفكير، والنقد، والتقويم، والقبول، والرد.
5. إنشاء مركز لتأهيل الشباب لمهنة الأبوة والأمومة، ويكون هذا المركز بإشراف الجامعة، ويتولى إدارته نخبة من الأكاديمين التربويين، ويقدم هذا المركز عدد من الخدمات التأهيلية مثل: دورات تربوية لطلبة الجامعة. كما يقيم عدداً من الأنشطة والفعاليات التثقيفية، ومنها -على سبيل المثال-برامج تلفزيونية تقدم معلومات عن كيفية رعاية الأبناء.
- ثالثاً: المقترحات:
1. استمرار الدراسة في الفكر التربوي لأعلامه المعاصرين.
2. تصميم وإطلاق موقع إلكتروني تفاعلي خاص بأعلام التربية المعاصرين، بحيث يمثل الموقع مرجعاً للباحثين، وملتقى تناقش فيه القضايا التربوية، ويفضل أن يحتوي الموقع على مكتبة تحتوي أحدث الإصدارات التربوية.