ويقدر ذلك من يدرس هذا العلم بأجهزته الحديثة، هنا يقول "سكينر": "إن مهمة علم النفس أن يبحث عن النظام الذي تسير وفقا له الظاهرة النفسية"1, ويقول الدكتور "عبد العزيز القوصي" بعد أن استعرض تاريخ علم النفس: "إن علم النفس كان يبحث أولًا في الروح, ثم صار يبحث في العقل, وانتقل بعد ذلك إلى الشعور, وأخيرا صار موضع بحثه هو السلوك الخارجي", ويقول "وودورث" عبارة فكهة: "إن علم النفس عند أول ظهوره زهقت روحه ثم خرج عقله ثم زال شعوره, ولم يبق منه إلا المظهر الخارجي وهو السلوك"2,ويقول الأستاذ "ت. ج. أندروز" تأييدا لرأي "أ. ج. يورنج": "إن علم النفس استقر إلى محاولة تأويل القدرات الوظيفية للإنسان ووصفها"3, وهذا حق يقتنع به من يقارن بين الدراسات النفسية القديمة والحديثة, إذ إن الدراسات القديمة كانت منصبة بصفة خاصة على جوهر النفس وخلودها ووحدتها, والصلة بينها وبين الجسم والأدلة على ذلك4.

بينما الدراسات الحديثة تتركز أساسا على مظاهر الأداء في ميادين الحياة المختلفة, ومن هنا تفرع علم النفس إلى فروع كثيرة جدا, مثل: علم النفس الاجتماعي وعلم النفس التربوي والصناعي والمهني والطبي والجنائي وما إلى ذلك5, وكل فرع من هذه الفروع له فروع كثيرة أخرى لا نستطيع أن نحصيها هنا.

تلك هي الاتجاهات العامة النظرية والدراسية في الطبيعة الإنسانية, ولننتقل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015