وأما فيما يتعلق بالتجارة فنجد نصوصا كثيرة منها: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ, فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} 1, والقرآن يحث على أن تكون التجارة عن التراضي لا عن الغصب والاستغلال {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ} 2؛ لأن التجارة المستغلة لا تؤدي إلى رفاهية الحياة الاجتماعية, بل إلى التناحر والتطاحن وإلى الحروب التي رأينا ويلاتها, ولا زالت الشعوب تعاني منها, وقد نهى الرسول -عليه أفضل الصلاة والسلام- الإنسان عن أن يكون عالة على غيره, وأمره بالاكتساب بعمل يده فقال: "لأن يأحذ أحدكم أَحْبُلَهُ ثم يأتي الجبل فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها فيكف الله بها وجهه, خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه" 3, وكذلك فيما يتعلق بالتعمير والعمران فقد دعا الإسلام إلى إحياء الأراضي الميتة وفتح الآبار والبحث عن المعادن وبناء المساجد والعمارات للمساكين والفقراء, وجعل لمن يكافح في هذا الميدان مكافأة, وقد ورد في ذلك كله نصوص كثيرة منها ما ورد في إحياء الخراب والأراضي الميتة, فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم: "من أعمر أرضا ليست لأحد فهو أحق" 4, وفي حفر الآبار جاء في حديث ما معناه من حفر بئرا أو اشتراه وجعله للمسلمين فله الجنة أو يبدله الله خيرا منه في الجنة5, وقال