وَكَذَلِكَ مَا كَانَ من (فعيل) يُرَاد بِهِ (مفعول) ، كَقَوْلِهِم: (كف خضيب، ولحية دَهِين) ، وَالْمعْنَى: مدهونة ومخضوبة. وفعيل بَابه أَن يكون اسْم الْفَاعِل من (فعل يفعل) ، نَحْو: كرم يكرم، فَهُوَ كريم وظرف يظرف، فَهُوَ ظريف، فَلَمَّا جَاءَ (خضيب ودهين) على لفظ اسْم الْفَاعِل، وَالْمرَاد بِهِ (مفعول) ، علمنَا أَنه معدول عَن الْفِعْل، غير جَار عَلَيْهِ، فَلم يجب تأنيثه.
وَأما قَوْلهم: رجل صرورة، للَّذي لم يجح، وَرجل عَلامَة، ونسابة، وَإِنَّمَا ألْحقُوا هَذِه الهاءات للْمُبَالَغَة، وَجعلُوا زِيَادَة اللَّفْظ دَلِيلا على مَا يقصدونه من الْمَدْح أَو الذَّم، فَأَما مَا تعلق بالمدح، فقد ذَكرْنَاهُ. وَأما الذَّم فَقَوْلهم: رجل فقاقة وبقاقة، للَّذي يكثر الْكَلَام فِي غير مَوْضِعه، وَرجل جخابة، للأحمق فَصَارَت الْهَاء دَلِيلا على مَا ذَكرْنَاهُ من الزِّيَادَة، وَالزِّيَادَة فِي الْمَدْح، وَالزِّيَادَة فِي الْعقل وَالْفضل. تمّ الْكتاب بِحَمْد الله وَحسن عونه وَالصَّلَاة على سيدنَا ومولانا مُحَمَّد خير النَّبِيين وَسيد الْمُرْسلين، وَكَانَ الْفَرَاغ مِنْهُ يَوْم الثَّلَاثَة من شهر رَمَضَان الْمُبَارك جعلنَا الله فِي بركته، سنة ثَمَان وَتِسْعمِائَة - كتبه العَبْد الْفَقِير الراجي رَحْمَة مَوْلَانَا الْغَنِيّ بفضله عَمَّا سواهُ بلقاسم بن أَحْمد بن سُلَيْمَان، كتبه لنَفسِهِ غفر الله " لَهُ " ولوالديه