علل النحو (صفحة 335)

لَا تسمى باسم جملَة، فَلَمَّا نقصت الْأَمَاكِن عَن حكم الْأَسْمَاء، صَارَت مضارعة للتأنيث، إِذْ كَانَ التَّأْنِيث أنقص حكما من حكم التَّذْكِير.

وَوجه آخر: أَن الْبَلَد لما كَانَ اسْما لأماكن كَثِيرَة، فشابه الْجمع، إِذْ كَانَ مُشْتَمِلًا على أشخاص كَثِيرَة، فَمن حَيْثُ أنث الْجمع أنث أَسمَاء الْبلدَانِ.

وَوجه ثَالِث: أَن الْبَلَد خص ببيئة مَخْصُوصَة تخَالف بهَا غَيره من الْبلدَانِ، جرى مجْرى الدَّار، إِذْ كَانَت الدَّار والبلد إِنَّمَا يحْتَاج إِلَيْهِمَا للإقامة فيهمَا وَالسُّكْنَى، فَمن حَيْثُ كَانَ الْغَالِب على الدَّار التَّأْنِيث، وَجب أَيْضا أَن يغلب على الْبلدَانِ التَّأْنِيث، وَالله أعلم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015