الموسومين بالفقه والفطنة في هذا الباب زعما منه أنه قد امتطى صهوة التحقيق، وارتقى ذروة التدقيق. أترى هذا من محاسن الكلام؟ ألا تقول: برأ الله عنه ملة الإسلام، وقدسها عن وضر هذا العار والملام؟ "
ثم يقول: "وإذا فقهت هذا: انتقلت منه - إن شاء الله تعالى - إلى فهم ما يؤثر عن قوم ممن يدعى المحبة والقرب والولاية، ودعاويهم الطويلة العريضة المشروحة في مؤلفاتهم ومنظومهم ومنثورهم.
وممن شرح عنهم بعضا مما أشرنا إليه ما نقله تقي الدين الفاسي في تاريخ مكة، والمحقق الأهدل في شرح دعاء أبي حربه، وقبله القاضي إسماعيل بن أبي بكر المقري الشاوري الشرحي الزبيدي الشافعي، وقصيدته الرائية مشهورة في هذا المعنى. وغير ما ذكرنا أيضا كثير يفوت حصرهم".
ويقول: "ولقد سمعنا في هذا المقام حكاية شنيعة، وهي: إن بعض كبراء الصوفية ركب البحر ومعه مريده، فهاجت ريح خيف منها. فجعل الأستاذ يقول: يا الله فطفق المريد يقول كذلك. فكاد يغرق. فأشار إليه الأستاذ أن يهتف باسمه ففعل فنجا. وهي مشهورة عند كثير من الناس، ولا أعرف الآن موضعها فأنقلها بصفتها"1.