الإشكال عنهم في موته صلى الله عليه وسلم، وأكد لهم بقاء دينه إلى يوم القيامة، وكانوا يرجعون إلى بيانه في ما يشكل عليهم لأنه أعلم الأمة بميراث نبيها ولأنه صاحبه الأول وصديق الأمة، ولذلك اجتمع الناس عليه1.

ثم اجتمع الناس كذلك على الفاروق، عمر بن الخطاب، حيث أوصى به أبو بكر رضي الله عنهما فواصل بهم مسيرة الهدى والرشاد يبلغون دين الله مجتمعين أمة واحدة، حتى قصروا قيصر، وكسروا كسرى، وهكذا في بقية زمن الخلفاء الراشدين المهديين رضي الله عنهم، وبعد زمانهم، والمسلمون يلتفون حول أهل السنة والجماعة منهم، وهم سوادهم الأعظم ومركز ثقلهم، ومازالوا على مسيرتهم في إبلاغ دين الله ونشره للناس، حتى بلغوا به مشارق الأرض ومغاربها تماما كما زُوِيَ لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخبر أن ملك أمته سيبلغ ما زُويَ له منها.

فقد روى مسلم وغيره عن ثوبان: قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وإن أمتي سيبلغ ملكها ما زوى لي منها" الحديث2.

ثم حدث ما أخبر به رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفتن وظهورها في الأمة

كما روى مسلم في صحيحه عن حذيفة قال: كنا عند عمر فقال: أيكم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015