ويقول الشيخ عبد الرحمن بن حسن في قرة عيون الموحدين ما مضمونه: إن صرف القصد بالعبادة لغير الله شرك بالله لالتفاته في التعبد إلى غيره تعالى فيما يرغب فيه أو يرهب، وكل هذه الأبواب التي ذكرها المصنف رحمه الله تعالى تدل على أن من أشرك مع الله غيره بالقصد والطلب فقد خالف ما نفته (لا إله إلا الله) وعكس مدلولها فأثبت ما نفته ونفى ما أثبته من التوحيد1.

فصرف أي نوع من أنواع العبادة التي أمرالله بها عن طريق رسوله محمد صلى الله عليه وسلم يعتبر شركاً بالله تعالى.

وصرف شيء من العبادة لغير الله كصرف مجموعها لأن الله سبحانه أغنى الشركاء عن الشرك ولا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا- كما قال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} (الزمر: 2، 3) .

أما صفة إِشراك المشركين فيقول عنها الشيخ2: واعلم أن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015