الثانية: القدح فى حجتهم لأن السواد الأعظم ليس لهم حجة إلا هي، فيدل على الرسوخ فى مخالفتهم بالأدلة اليقينية لقوله: {إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} .
الثالثة: قوله تعالى: {وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} فإن ذلك
من أعظم الأدلة على المسألة ببديهة العقل، لأن من رأى نخلاً كثيراً لا يخالجه شك أن المدبر له ليس نخلة واحدة منه. فكيف بملكوت السموات والأرض؟
الرابعة: أَن هذا النفي إنما نفي لأجل الاثبات.
الخامسة: {وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ} فلم يكمل غيره حتى كمل.
السادسة: عظم مرتبة اليقين عند الله لجعله التعليم علة لإيصاله إليه.
السابعة: براءته من شركهم نفى أولا كونها: تستحق. ونفى ثانيا عن نفسه الالتفات إليها.
الثامنة: نفي النقائص عن ربه.
التاسعة: ذكر توجهه الذي هو العمل.
العاشرة: ذكر الدليل الذي دله على النفي والاثبات.
الحادية عشرة: تحقيقه ذلك بكونه حنيفا، وهذه المسألة التي قال الله فى ضدها {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} (يوسف: 106) .
الثانية عشرة: تصريحه لهم بما ذكرولم يدار مع كثرتهم ووحدته.