الْعَالَمِينَ أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ فَكَذَّبُوهُ فَأَنْجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ فِي الْفُلْكِ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً عَمِينَ} (الأعراف: 59-64) .
قال الشيخ فيه: "تعريفهم أن هذا الذي استغربوا ونسبوا من قاله إلى الجهالة والجنون هو الواجب فى العقل وهو أيضا حظهم ونصيبهم من الله، لأنه سبب الرحمة ففى هذا الكلام من أوله إلى آخره من تحقيق الحق وذكر أدلته العقلية على تحقيقه وإبطال الباطل وذكر الأدلة العظيمة على بطلانه ما لا يخفى على من له بصيرة1. ومن ذلك ما نبه إليه الشيخ فى قوله تعالى فى سورة الأنعام عن محاجة إبراهيم لقومه.
قال الشيخ- رحمه الله- فى تفسيره ومن قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ} - إلى قوله- {إِنْ هُوَ إلاَّ ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ} 2- فيه مسائل-: