89) . وهذا من التوحيد الواجب لكن لا يخلص من الشرك بالله الذي لا يغفره الله، بل لابد أن يخلص لله الدين فيكون دينه لله، والإله هو المألوه وكونه يستحق ذلك مستلزما لصفات الكمال، فلا يستحق أن يكون معبودا ومحبوبا لذاته إلا هو، فكل عمل لا يراد به وجهه فهو باطل وعبادة غيره وحب غيره يوجب الفساد {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا} (الأنبياء: 22) وقد بينَّا أن الآية لم يقصد بها دليل التمانع فانه يمنع وجود المفعول لإفساده بعد وجوده1. ويستدل الشيخ- رحمه الله- على التوحيد بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم أيضا فيقول:

"ولما أراد الله سبحانه إِظهار توحيده وإكمال دينه، وأن تكون كلمته هي العليا. وكلمة الذين كفروا هي السفلى، بعث محمدا صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وحبيب رب العالمين2 إلى الناس كافة فأتاهم النبى صلى الله عليه وسلم يدعوهم إلى كلمة التوحيد وهي "لا إله إلا الله ".

والمراد من هذه الكلمة معناها لا مجرد لفظها3- كما قال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} 4 (الأنبياء:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015