وقد هلك المختار بن أبي عبيد عام "67هـ" على يد مصعب بن الزبير1 ولم تنته آراؤه الفاسدة بهلاكه، بل قام أتباعه من الكيسانية بنشرها فيما بعد فقد اجتمع رأيهم على القول بإمامة محمد بن الحنفية واختلفوا في رجعته على قولين:

فبعضهم: زعم أنه مات وسيرجع.

ومنهم من ذهب إلى أنه لم يمت بل هو حي بجبل رضوى، وعنده عينان تجريان بماء وعسل وعن يمينه أسد وعن يساره نمر يحفظانه من أعدائه إلى وقت خروجه وهو المهدي المنتظر الذي سيعود فيملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً، وإلى هذا يشير شاعرهم كثير عزة فيقول:

ألا إن الأئمة من قريش ... علي والثلاثة من بنيه ‍

فسبط سبط إيمان وبر ‍ ... وسبط لا يذوق الموت حتى ‍

تغيب لا يرى فيهم زماناً ... ولاة الحق أربعة سواء

هم الأسباط2 ليس بهم خفاء ... وسبط غيبته كربلاء

يقود الخيل يقدمها اللواء ... برضوى عند عسل وماء3

‍ [وقد مات ابن الحنفية بالمدينة سنة إحدى وثمانين هجرية، فقد روى ابن سعد بإسناده إلى زيد بن السائب، قال: سألت أبا هاشم عبد الله بن محمد الحنفية: أين دفن أبوك؟، فقال: بالبقيع، قلت: أي سنة؟ قال: سنة إحدى وثمانين في أولها وهو يومئذ ابن خمس وستين سنة لا يستكملها4.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015