عباس وزيد بن أسلم والسدي ومقاتل"1.
وقد ذكر العلامة ابن جرير عدة أقوال في المراد بقوله: {وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} ثم رجح قول من قال: "هم الأمراء والولاة لصحة الأخبار عن الرسول صلى الله عليه وسلم بالأمر بطاعة الأئمة والولاة فيما كان لله طاعة وللمسلمين مصلحة"2.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى: "الظاهر ـ والله أعلم ـ أن الآية عامة في جميع أولي الأمر من الأمراء والعلماء"3.
فالآية دلت على أنه يجب على المسلمين أن ينصبوا لهم إماماً يرجعون إليه.
3- قال تعالى: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ} 4.
وهذه الآية فيها إرشاد وتعليم من الباري ـ جل وعلا ـ لعباده المؤمنين أنه لا بد من خليفة يقوم بالحكم بما أنزل الله بين عباده لتصلح به البلاد والعباد.
قال الحافظ ابن كثير في تفسيره لهذه الآية: "هذه وصية من الله ـ عز وجل ـ لولاة الأمور أن يحكموا بين الناس بالحق المنزل من عنده ـ تبارك وتعالى ـ ولا يعدلوا عنه فيضلوا عن سبيل الله وقد توعد ـ تبارك وتعالى ـ من ضل عن سبيله وتناسى يوم الحساب بالوعيد الأكيد والعذاب الشديد"5.
والآيات الدالة على وجوب نصب الإمام كثيرة جداً فما من آية أنزلها الله على رسوله بتشريع حكم من الأحكام والتي لها علاقة بموضوع الإمامة وشئونها إنما هي تأكيد جازم على إيجاد الإمامة الشرعية في المجتمع المسلم لأن وجود ولي الأمر من