ولذلك كان عليه الصلاة والسلام يكثر من ذكرها والثناء عليها وكان يعمل بعد موتها ما يسرها في حياتها حيث كان يصل من يودها بالقول والعمل.
قال ابن العربي رحمه الله تعالى مبيناً مكانة خديجة رضي الله عنها: "كان النبي صلى الله عليه وسلم قد انتفع بخديجة برأيها ومالها ونصرها فرعاها حية وميتة برّها موجودة ومعدومة وأتى بعد موتها ما يعلم أنه يسرها لو كان في حياتها. ومن هذا المعنى ما روي من أن من البر أن يصل الرجل أهل ود أبيه"1.
7- أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بأن حبه لها كان رزقاً من الله رزقه إياه. فقد روى الإمام مسلم في صحيحه بإسناده إلى أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: ما غرت على نساء النبي صلى الله عليه وسلم إلا على خديجة وإني لم أدركها قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذبح الشاة فيقول: "أرسلوا بها إلى أصدقاء خديجة" قالت: فأغضبته يوماً فقلت: خديجة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني قد رزقت حبها" 2.
هذا الحديث فيه بيان فضيلة حصلت لخديجة رضي الله عنها.
قال الإمام النووي رحمه الله تعالى: "قوله صلى الله عليه وسلم: "رزقت حبها" فيه إشارة إلى أن حبها فضيلة حصلت"3.
من هذا يتبين أن: "حبه صلى الله عليه وسلم لما تقدم ذكره من الأسباب وهي كثيرة كل منها كان سبباً في إيجاد المحبة4.
8- ومما حظيت به رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يرتاح لسماع صوت من يشبه صوته صوتها لما وضع الله لها في قلبه من المحبة رضي الله عنها وأرضاها.
فقد روى الشيخان عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: