الوجه الثاني: أن عدالته رضي الله عنه ثابتة بما ورد من فضائله في السنة المطهرة من شهادته صلى الله عليه وسلم بأنه من أهل الجنة، ومن أنه يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، وأخبر صلى الله عليه وسلم أنه منه بمنزلة هارون من موسى وأنه عليه الصلاة والسلام دعى الله تعالى أن يذهب الرجس عن أهل بيته ويطهرهم تطهيرً1 وعلي أحد أهل بيته، بل هو مقدمهم.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى بعد أن ذكر الأحاديث التي فيها الإشارة إلى هذا الثناء الذي أشرنا إليه: "هذا الثناء على علي وإن كان له فيه شركاء إلا أن "في ذلك شهادة النبي صلى الله عليه وسلم لعلي بإيمانه باطناً وظاهراً، وإثباتاً لموالاته لله ورسوله ووجوب موالاة المؤمنين له، وفي ذلك رد على النواصب الذين يعتقدون كفره أو فسقه كالخوارج المارقين الذين كانوا من أعبد الناس كما قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم: "يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم، وصيامه مع صيامهم، وقراءته مع قراءتهم يقرؤون القرآن لا يجاوز حناجرهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية أينما لقيتموهم فاقتلوهم" 2، وهؤلاء يكفرونه ويستحلون قتله، ولهذا قتله واحد منهم وهو عبد الرحمن بن ملجم المرادي مع كونه كان من أعبد الناس"أهـ3.

وقال رحمه الله في موضع آخر في صدد حديثه على فضائل أبي الحسن رضي الله عنه: "وفيها من الفائدة إثبات إيمان علي وولايته والرد على النواصب الذين يسبونه ويفسقونه ويكفرونه، ويقولون فيه من جنس ما يقوله الرافضة في الثلاثة كما أن في فضائل الثلاثة رداً على الروافض4.

وبهذين الوجهين المتقدمين تبين فساد طعن النواصب على علي "بالفسق"

طور بواسطة نورين ميديا © 2015