إضافتها إلى الخالق والموجود فيكون الغرض من هذه الإضافة الدلالة على أن هذه الصورة ممتازة عن سائر الصور بمزيد الكرامة والجلالة.
الثالث: قال الشيخ الغزالي: ليس الإنسان عبارة عن هذه البنية بل هو موجود ليس بجسم ولا جسماني ولا تعلق به بهذا البدن إلا على سبيل التدبير أو التصرف، فقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الله خلق آدم على صورته» أي نسبة ذات آدم إلى هذا البدن كنسبة الباري إلى العالم من حيث أن كل واحد منهما غير حال في هذا الجسم وإن كان مؤثراً فيه بالتصرف والتدبير.
قال: الخبر الثاني ما رواه ابن خزيمة في كتابه الذي سماه «التوحيد» بإسناده عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «لا تقبحوا الوجه فإن الله خلق آدم على صورة الرحمن» قال: واعلم أن ابن خزيمة ضعف هذه الرواية، ويقول: إن صحت هذه الرواية فلها تأويلان، الأول: أن يكون المراد من الصورة الصفة على ما بيناه. الثاني: أن يكون المراد من هذه الإضافة بيان شرف هذه الصورة كما في قوله بيت الله وناقة الله.
قلت (?): هذا الحديث أخرجوه في الصحيحين من وجوه. ففي الصحيحين عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خلق الله آدم على صورته وطوله ستون ذراعاً ثم قال اذهب فسلم على أولئك الملائكة فاسمع ما يجيبونك به فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلام عليكم فقالوا: السلام عليك ورحمة الله فزادوه ورحمة الله فكل من يدخل الجنة على صورة آدم» قال في رواية جعفر (?) ومحمد بن