أبو عبد الله: حدثوا بها فقد تلقتها العلماء بالقبول. وقال أبو عبد الله تسلم الأخبار كما جاءت.
قال الآجري: سمعت أبا عبد الله الزبيري وقد سئل عن معنى هذا الحديث، فذكر مثل ما قيل فيه ثم قال أبو عبد الله نؤمن بهذه الأخبار التي جاءت كما جاءت ونؤمن بها إيماناً ولا نقول، كيف؟ ولكن ننتهي في ذلك إلى حيث انتهي بنا فنقول في ذلك ما جاءت به الأخبار كما جاءت انتهى كلام الآجري رحمه الله تعالى.
وقد ذكرت في هذا الوجه من أقوال أكابر العلماء المتقدمين ما ينبغي العمل به في آيات الصفات وأحاديث الصفات وهو الإيمان بها من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. وفيما ذكرته عنهم كفاية لمن كان حريصاً على اتباع السلف الصالح. والأخذ بما كانوا عليه في باب الأسماء والصفات.
ومن زلات ابن خزيمة أيضاً نفرته من إثبات خلق آدم على صورة الرحمن وتأويله لحديث الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن عطاء عن ابن عمر رضي الله عنهما قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقبحوا الوجه فإن ابن آدم خلق على صورة الرحمن».
قال ابن خزيمة وقد افتتن بهذه اللفظة التي في خبر عطاء عالم ممن لم يتحر العلم وتوهموا أن إضافة الصورة إلى الرحمن في هذا الخبر من إضافة صفات الذات فغلطوا في هذا غلطاً بيناً وقالوا مقالة شنيعة مضاهية لقول المشبهة أعاذنا الله وكل المسلمين من قولهم.
قال: والذي عندي في تأويل هذا الخبر إن صح من جهة النقل