والآجري قد رووا حديث ابن عمر رضي الله عنهما وأمروه كما جاء ولم يتعرضوا لتضعيفه، ولو كان في إسناده علة قادحة لما سكتوا عن بيانها، وخصوصاً الدارقطني فإنه من أئمة الجرح والتعديل وأهل العلم بعلل الأحاديث، وهو أعلم بالأسانيد وعلل الأحاديث من كثير من الذين كانوا قبل زمانه، ومع هذا فلم يتكلم في إسناد حديث ابن عمر رضي الله عنهما بشيء. فدل ذلك على صحته عنده، وفي إمرار هؤلاء الأئمة لحديث ابن عمر رضي الله عنهما كما جاء أبلغ رد على من تكلم في إسناده بمجرد التعليلات الواهية.
وكما أن في تصحيح أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه لحديث ابن عمر رضي الله عنهما رداً على من ضعفه من المتقدمين والمتأخرين فكذلك يرد عليهم بتصحيح من صححه من أكابر الحفاظ المتأخرين وهما شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية والحافظ الذهبي.
وكفى بهؤلاء الخمسة قدوة في تصحيح الحديث والرد على من تكلف في تعليله.
الوجه الثالث: أن يقال إن اللفظ الذي جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنهما قد جاء نحوه فيما رواه أبو يونس سليم بن جبير الدوسي مولى أبي هريرة عن أبي هريرة رضي الله عنه وفيما رواه أبو رافع نفيع بن رافع الصائغ عن أبي هريرة رضي الله عنه، فأما حديث أبي يونس فقد رواه عبد الله بن الإمام أحمد في «كتاب السنة» عن أبي بكر الصاغاني حدثنا أبو الأسود -وهو النضر بن عبد الجبار- حدثنا ابن لهيعة عن أبي يونس عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا قاتل أحدكم فليجتنب الوجه فإنما صورة الإنسان على وجه الرحمن» رجاله كلهم ثقات سوى ابن لهيعة فهو صدوق خلط بعد احتراق كتبه. وقد رواه ابن أبي عاصم في «كتاب السنة» عن عمر بن الخطاب السجستاني حدثنا ابن