يقوله من يقول من طواغيتهم إن قولنا: هو قول فرعون، لكن فرعون كان ينكر وجود الحق بالكلية وهؤلاء أقروا به قالوا: هو الوجود الذي اعترف به فرعون وهو وجود المخلوقات فخالفوا فرعون في اعتقادهم وقصدهم حيث اعتقدوا أنهم مقرون بالله عابدون له من بعض الوجوه إن كان العابد والمعبود والمقر بالله هو الله عندهم لا غيره انتهى المقصود من كلام شيخ الإسلام أبي العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى في رده على تأويلات المتأولين لحديث: «إن الله خلق آدم على صورته» وحديث: «إن الله خلق آدم على صورة الرحمن» وينبغي للذين وقع في قلوبهم شيء من شبهات أهل الكلام الباطل والتأويل المستكره أن يقرءوا كلام شيخ الإسلام لعل الله تعالى أن يرزقهم البصيرة ويزيل عن قلوبهم ما علق بها من الشبه المخالفة لطريقة أهل السنة
والجماعة الذين يؤمنون بما جاء عن الله تعالى وما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من أسماء الله تعالى وصفاته ويمرونها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل.
وأختم الكتاب بذكر جواب للعلامة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين أحد الأفذاذ من العلماء في البلاد النجدية في أثناء المائة الثالثة عشرة من الهجرة وكانت وفاته في سابع جمادى الأولى من سنة اثنتين وثمانين ومائتين وألف رحمه الله تعالى. وهذا نص السؤال:
ما يقول العلماء أئمة الدين رضي الله عنهم أجمعين في حديث «خلق الله آدم بيده على صورته» هل الكناية في قوله على صورته راجعة إلى آدم وأن الله خلقه على الصورة التي خلقه عليها أم لها