من مشاركة المخلوق للخالق في شيء من خصائصه - سبحانه وتعالى -.
وكذلك سمَّى الله نفسه عليماً حليماً، وسمّى بعض عباده عليماً، فقال: {وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ} (?)، يعني إسحاق وسمّى آخر حليماً، فقال:
{فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ} (?)، يعني إسماعيل، وليس العليم كالعليم، ولا الحليم كالحليم.
وسمَّى نفسه سميعاً بصيراً، فقال: {إِنَّ الله يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ الله نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ الله كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا} (?)، وسمّى بعض خلقه سميعاً بصيراً فقال:
{إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (?)، وليس السميع كالسميع، ولا البصير كالبصير.
وسمَّى نفسه بالرؤوف الرحيم، فقال: {إِنَّ الله بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ
رَّحِيمٌ} (?)، وسمّى بعض عباده بالرؤوف الرحيم، فقال: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (?)، وليس الرؤوف كالرؤوف، ولا الرحيم كالرحيم.