ضعف بصره من كثرة المطالعة والبكاء وكان أوحد زمانه في علم الحديث والحفظ1وقال الضياء: سألت خالي الإمام موفق الدين عن الحافظ فكتب بخطه وقرأته عليه، كان جامعاً للعلم والعمل وكان رفيقي في الصبا وفي طلب العلم وما كنا نستبق إلى خير إلا سبقني إليه إلا القليل وكمل الله فضيلته بابتلائه بأذى أهل البدعة وعداوتهم إياه وقيامهم عليه، ورزق العلم وتحصيل الكتب الكثيرة إلا أنه لم يعمر حتى يبلغ غرضه في روايتها ونشرها رحمه الله تعالى.

أوقاته: كان لا يضيع شيئاً من زمانه بلا فائدة فإنه كان يصلي الفجر ويلقن الناس القرآن وربما قرأ شيئاً من الحديث ثم يقوم يتوضأ فيصلي نفلاً إلى قبل الظهر ثم ينام نومة يسيرة إلى وقت الظهر ويشتغل إما للتسميع بالحديث أو بالنسخ إلى المغرب، فإن كان صائماً أفطر بعد المغرب، وإن كان مفطراً صلى من المغرب إلى العشاء الآخرة فإذا صلى العشاء نام إلى نصف الليل أو بعده ثم قام كأن إنساناً يوقظه فيتوضأ ويصلي لحظة كذلك ثم توضأ وصلى كذلك، ثم توضأ وصلى كذلك إلى قرب الفجر وربما توضأ في الليل سبع مرات فقيل له في ذلك، فقال: ما تطيب لي الصلاة إلا مادامت أعضائي رطبة. ثم ينام نومة يسيرة إلى الفجر وهذا دأبه، وقال أخوه العماد: ما رأيت أحداً أشد محافظة على وقته من أخي، وقال الضياء: سمعت محمود بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015