المقدمة

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيما " (الأحزاب: 71، 70).

يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ولك الحمد حتى ترضى، ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى، فالله تعالى الحمد كما ينبغي لجلاله وله الثناء كما يليق بكماله، وله المجد كما تستدعيه عظمته وكبرياؤه أما بعد:

هذا الكتاب امتداد لما سبقه من كتب درست عهد النبوة وعهد الخلافة الراشدة، وعهد الدولة الأموية، وعهد السلاجقة، وقد صدر منها؛ السيرة النبوية، وأبو بكر وعمر ابن الخطاب، وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب، والحسن بن علي رضي الله عنهم والدولة الأموية، ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه، وعمر بن عبد العزيز رحمه الله، ودولة السلاجقة وبروز المشروع الإسلامي لمقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي، والدولة العثمانية عوامل النهوض وأسباب السقوط، ودولتي المرابطين والموحدين، والدولة الفاطمية العبيدية والثمار الزكية للحركة السنوية، وفقه النصر والتمكين في القرآن الكريم وقد سميت هذا الكتاب عصر الدولة الزنكية ونجاح المشروع الإسلامي بقيادة نور الدين محمود الشهيد في مقاومة التغلغل الباطني والغزو الصليبي وتعتبر حلقة مهمة من ضمن سلسلة الحروب الصليبية والتي نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن تكون لوجهه خالصة ولعباده نافعة ويطرح فيها القبول والبركة ويرزقنا حسن القصد وإخلاص النيه لوجهه العلي الكبير، ويوفقنا لإكمال الموسوعة التاريخية المستهدفة وهذا الكتاب يتحدث عن الزنكيين، من حيث أصول أسرتهم وعن جدهم آق سنقر ومكانته لدى السلطان ملكشاه، وسياسته الداخليلة والخارجية في حلب تولي إمارتها وعن نشأة عماد الدين زنكي وبزوغ نجمه السياسي ودور بهاء الدين الشهرزوري في تعيينه أميراً على الموصل، وعن أهم صفاته، كالشجاعة، والهيبة، والدهاء، والمكر والحيلة واليقظة والحذر، والذكاء، وقدرته على اختيار الأكفاء من الرجال، ووفاؤه لأصحابه، وغيرته على

طور بواسطة نورين ميديا © 2015