وصلت إلى البابا يوجنيوس الثالث من فرنج الشرق، فقد بعثت ملكة بيت المقدس بوفد رفيع المستوى إلى البابا لطلب النجدة بعد سقوط الرها (?) وأرسل البابا رسلاً إلى إمبراطور ألمانيا وملك فرنسا يحثهما على الإسراع لنجدة فرنج الشرق من خطر المسلمين، وفي الوقت كلف أحد رجال الدين المشهورين في فرنسا اسمه برنارد بالدعوة للحرب ضد المسلمين في الشرق، فقام هذا القس بالدور الذي قام به البابا أوربان الثاني عام 490هـ/1095م أثناء الدعوة للحملة الفرنجية الأولى (?)، لبى الإمبراطور كونراد الثالث ولويس السابع ملك فرنسا، دعوة البابا وخرجا كل بجيشه عبر أوروبا باتجاه القسطنطينية ومن هناك عبرا مضيق البوسفور إلى آسيا الصغرى (?).

1 - السلاجقة في آسيا الصغرى يقضون على الجيش الألماني

1 - السلاجقة في آسيا الصغرى يقضون على الجيش الألماني: كان الجيش الألماني يتقدم الجيش الفرنسي عدة أيام وعندما بلغ منطقة دوريليوم شرق مدينة نيقيه نفس الموقع الذي انتصر فيه فرنج الحملة الأولى على السلاجقة بقيادة قلج أرسلان قبل خمسين عاماً، وقع الجيش الألماني في قبضة جيش السلطان مسعود أمير سلاجقة الروم في آسيا، فقد تراجع السلطان مسعود وفق خطة عسكرية ذكية حتى واصل الجيش الألماني تقدمه إلى قلب فريجيا، وكان السلطان مسعود قد نشر قواته على قمم الجبال المحيطة بهم ولما وصل الجنود الألمان إلى نهر باتيس قرب دوريليوم داهمهم الجيش السلجوقي، وكان قد استبد بهم التعب والظمأ فاختلت قيادتهم، وحاولوا الاحتماء في شعاب الجبال، لكن السلاجقة أحاطوا بهم وأمطروهم وابلاً من السهام، وفقد الجنود الألمان ميزة استعمال السهام لإبعاد الأتراك في حين افتقرت خيالتهم إلى العلف، عندئذ قرَّر كونراد الثالث الإنسحاب والعودة من حيث أتى، لكن السلاجقة لم يتركوه وشأنه فهاجموا مؤخرة جيشه ومقدمته وقلبه، فدبَّت الفوضى في صفوفه وتعَّرض أفراده لأفدح الخسائر بين قتل وأسر والواقع أن القتال لم يكن سوى مذبحة مروعة، قتل فيها تسعة أعشار الجيش، وأصيب كونراد الثالث نفسه بجرحين أحدهما في رأسه (?)، حاول كونراد الثالث، عبثاً جمع شتات جيشه إلا أنه ترك ساحة المعركة عند المساء ممعناً في الفرار مع من تبقىَّ من رجاله، وقليل ماهم، عائدين إلى نيقية، في حين غنم السلاجقة كميات لا حصر لها من الغنائم (?)، فقد غنموا كل ما في معسكرهم من مواد وخيول وأسروا أعداداً كبيرة منهم، ظلت الغنائم تباع في أسواق المدن الإسلامية عدة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015