وقبل وفاته سأله ابنه عبد الوهاب الوصية فقال له: عليك بتقوى الله عز وجل وطاعته ولا تخف أحداً سوى الله، ولا ترج أحداً. سوى الله، وكل الحوائج كلها إلى الله عز وجل، وأطلبها جميعها منه، ولا تثق بأحد سوى الله عز وجل، ولا تعتمد إلا عليه سبحانه، وعليك بالتوحيد، التوحيد، جماع الكل التوحيد. ثم قال: مّروا بأخبار الصفات على ما جاءت، الحكم يتغير، والعلم لا يتغير، الحكم ينسخ والعلم لا ينسخ (?).

وقد تّم دفنه ليلاً في مدرسته ولم يتمكن أهله وأصحابه من دفنه في النهار من كثرة الزحام، إذ خرج أهل بغداد وامتلأت الحلبة والأسواق والدروب، وقد ولد له تسع وأربعون ولدا، سبعة وعشرون ذكراً، والباقي إناثاً وتزوج أربع زوجات، وفيما يتعلق بزواجه قال الشيخ عبد القادر: كنت أريد الزوجة مدة من الزمان ولا أتجرأ على التزوج خوفاً من تكدير الوقت، فلما صبرت إلى أن بلغ الكتاب أجله ساق الله تعالى إليّ أربع زوجات، ما منهن إلا من تنفق على إرادة ورغبة (?). ومن أقواله: الخلق حجابك عن نفسك، ونفسك حجابك عن ربّك (?) وقال عنه الذهبي: ليس من كبار المشايخ من له أحوال وكرامات أكثر من الشيخ عبد القادر لكن كثيراً منها لا يصح، وفي بعض ذلك أشياء مستحيلة (?).

وقال عنه ابن كثير: وانتفع به الناس انتفاعاً كثيراً، وله سمت حسن وصمت عن غير الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفيه زهد كبير، وله أحوال ومكاشفات ولأتباعه وأصحابه فيه مقالات ويذكرون عنه أقوالاً وأفعالاً ومكاشفات أكثرها مغالاة وقد كان صالحاً ورعاً وقد صنَّف كتاب "الغنية " " وفتوح الغيب " وفيها أشياء حسنة ولكن ذكر فيهما أحاديث كثيرة ضعيفة وموضوعة وبالجملة كان من سادات المشايخ الكبار، قدّس الله روحه ونّور ضريحه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015