هذا وقد تحدثت عن التفكير الاستراتيجي عند نور الدين، وأهمية صلاح أولى الأمر في نجاح المشروع المقاوم للتغلغل الباطني والغزو الصليبي وعن الاستراتيجية العسكرية لنور الدين، كالتركيز على النوعية والفاعلية، والتعبئة العامة للأمة وانهاك العدو واستنزاف قوّاته، وتطبيق نور الدين لمبادئ الحرب الأساسية، كتحديد الهدف، والعمل التعرضي، والقدرة على الحشد والمناورة، ووحدّة القيادة وعنصر المفاجأة، ودور الاستخبارات، ومبدأ التقُّرب غير المباشر، واستخدامه للحرب النفسية في رفع معنويات الأمة، واضعاف همم العدو.
وأفردت المبحث الأخير عن فقه نور الدين في التعامل مع الدولة الفاطمية، فوضحت جذور الشيعة الإسماعيلية ونشأة الدولة الفاطمية وتكلمت عن جرائمها في الشمال الأفريقي، كغلو بعض دعاتهم كعبيد الله المهدي، وتسلطهم وظلمهم وتحريمهم الإفتاء على مذهب الإمام مالك، وإبطال بعض السنن المتواترة والمشهورة، ومنع التجمعات، وإتلاف مصنفات أهل السنة، ومنع علماء أهل السنة من التدريس، وتعطيل الشرائع وإسقاط الفرائض، وإزالة آثار خلفاء السنة، ودخول خيولهم المساجد وتحدثت عن أساليب أهالي الشمال الأفريقي في مقاومة الفكر البدعي الشيعي الرافضي المنحرف عن الكتاب والسنة، كالمقاومة السلبية، والمقاومة الجدلية والمقاومة المسلحة، والمقاومة عبر التأليف، ومقاومة شعراء أهل السنة، وأشرت إلى انتقال المعز لدين الله الفاطمي من الشمال الأفريقي ودخوله مصر لكي يتخلص من المقاومة والثورات العنيفة التي قادها علماء أهل السنة في الشمال الأفريقي لمدة خمس عقود متتالية رافضين المذهب الشيعي الرافضي الإسماعيلي الباطني، معلنين عقائد الإسلام الصحيح، فاستفاد المعز لدين الله الفاطمي من ضعف الحكم الأخشيدي التابع للدولة العباسية فرمى بسهامه المسمومة ودفع إليها جيوشه المحمومة بقيادة جوهر الصقلي سنة 358هـ الذي لم يجد أي عناء في ضمها لأملاك العبيديين وجوهر الصقلي هذا الذي بنى الأزهر الذي تم بناءه سنة 361هـ ليكون محضناً لإعداد دعاة المذهب الشيعي الرافضي الإسماعيلي وبعد الانتقال إلى مصر، بدأت المقاومة السنية في الشمال الأفريقي تقوى مع مرور الزمن حتى استطاع المعز بن باديس العنهاجي في 435هـ عندما تولى الحكم أن يطهر الشمال الأفريقي من الشيعة الرافضة وبدأ في حملات تطهير للمعتقدات الباطنية ولمن يطعن ويسب أصحاب رسول الله وأوعز للعامة وجنوده بقتل من يظهر الشتم والسب لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما فسارع أهل السنة في الشمال الأفريقي للتخلص من الشيعة
الرافضة الإسماعيلية وتصفيته من المعتقدات الفاسدة في ملحمة من ملاحم الصراع بين الحق والباطل والهدى الظلال، وأشرت إلى جهود السلاجقة في حماية العراق وبلاد الشام من التشيع الرافضي، ودور المدارس النظامية في الإحياء السني وتقليص المد الشيعي الرافضي وأعداد الكوادر اللازمة لقيادة حركة المقاومة ضد الغزاة الصليبيين وبينت جهود نور