بن وهب الراسبي، وأرادوا مبايعة أحد زعمائهم أميراً، فلم يقبلها أحد منهم، ثم قبلها عبد الله بن وهب الراسبي قائلاً: "والله لا آخذها رغبةً في الدنيا، ولا أتركها جزعا من الموت". وبذلك نكثوا بيعتهم لعلي، وذلك في العاشر من شوال (?) سنة (37) هـ، ونقضوا مبدأ "الخلافة في قريش" فصار من مقولاتهم جواز خلافة غير القرشي.
وقد خرج عبد الله بن وهب الراسبي الأزدي بأتباعه إلى النهروان خفية، لئلا يصدهم أحد واجتمعوا هناك، ورغم هذا التحدي فلم يقرر علي رضي الله عنه مناجزتهم وإعادتهم إلى الطاعة بالقوة، بل اكتفى بتوضيح خطئهم وتفنيد أرائهم.
ولما فشل الحكمان وافترقا دون اتفاق لم يرجع الخوارج إلى صف علي، رغم أنه أعدَّ جيشه لمواجهة أهل الشام وعسكر بالنخيلة قرب الكوفة، وقدرت روايات ضعيفة عدد هذا الجيش بثمانية وستين ألفاً ومائتي رجل (200, (68) رجل) وفي هذه الفترة قتل الخوارج عبد الله بن خباب بن الأرت ومعه أم ولده (?)، كما قتلوا آخرين (?)، فقد صاروا يكفرون من خالفهم ويستبيحون دمه وماله (?). فسار إليهم علي رضي الله عنه بجيشه في محرم عام (38) هـ، وعسكر على الضفة الغربية لنهر النهروان، والخوارج شرقيه (?)، وقد التحق بهم خوارج البصرة وهم ثلاثمائة أو