يوم الجمل عشرون ألفاً" (?) - والرقم لا يخلو من مبالغة ولكنه يعبر عن عمق الشعور بمرارة الحادثة-، "قتل ألفان وخمسمائة من الأزد، وثمانمائة من بني ضبَّة"- وبنو ضبة من تميم- والراويان من بني تميم أحدهما ثقة والآخر صدوق ناصبي (?)، لكن رواية الطبري عن أحدهما تذكر "قتل علي يوم الجمل ألفين وخمسمائة، ألف وثلاثمائة وخمسون من الأزد، وثمانمائة من بني ضبَّة وثلاثمائة وخمسون من سائر الناس" (?).

وهكذا فقد جيش المعارضين قادته .. واشتد القتال حول جمل عائشة رضي الله عنها فأمر عبد الله بن بديل بعقر الجمل لينتهي القتال، ثم نزل مع أخيها محمد بن أبي بكر الصديق فاحتملا الهودج حتى وضعاه بين يدي علي، فأمر به فأدخل في منزل- خباء- عبد الله بن بديل (?).

"فلم ينشب أهل البصرة أن انهزموا، فصرخ صارخ لعلي: لا يقتل مُدبر، ولا يدفف على جريح، ومن أغلق باب داره فهو آمن، ومن طرح السلاح آمن" (?).

أدرك الطرفان خسارتهم، وحلَّت مراجعة النفس محل الغضب، وفتَّت الندم قلوبهم .. وذابت نفوسهم حسرة على ما حدث حيث التقى المسلمان بسيفيهما في فتنة داخلية اتضحت معالمها، ولم يتمكنوا من تجنبها، فمضوا لا يغالبون أقدارهم حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015