"قال له ابن عمر: إذا خلعتها أمخلد أنت في الدنيا؟
قال: لا.
قال: فإن لم تخلعها هل يزيدون على أن يقتلوك؟
قال: لا.
قال: فهل يملكون لك جنةً أو ناراً؟
قال: لا.
قال: فلا أرى لك أن تخلع قميصاً قمصكه الله، فتكون سنة كلما كره قوم خليفتهم أو إمامهم قتلوه" (?).
وتتضافر روايات ضعيفة للدلالة على أن عثمان- وهو محصور في الدار- بعث إلى علي يطلبه، وأن علياً استجاب لأمره، لكنه لم يتمكن من الوصول إلى الدار التي كان المعارضون يطوقونها، وأن آل علي حبسوه عن دخولها خشية عليه من القتل، فحلَّ عمامته السوداء التي كان يرتديها، ورمى بها إلى رسول عثمان، ثم خرج حتى انتهى إلى أحجار الزيت في سوق المدينة، فأتاه خبر قتل عثمان، فأعلن براءته ممن قتله أو مالأ عليه (?).
لم يألُ الخليفة جهداً في محاورة الثوار لإقناعهم بخطأ موقفهم، سواء بذكر مكانته وخدماته في الاسلام، أو ببيان خطورة قتله على وحدة الأمة "يا أيها الناس