فتوح العراق، ولكن هناك تفاصيل عن اليرموك وفتح دمشق والقدس، أما موقف عرب الشام من الفتح والإسلام، ففي حياة الرسول صلى الله عله وسلم لم يقدم إليه وفد منهم ليبايعه على الاسلام، وإن كان أهل جرباء وأذرح ودومة الجندل قد صالحوه في غزوة تبوك. وقد وقفت كثير من القبائل العربية مثل بهراء وكلب وسليم وتنوخ ولخم وجذام وغسان إلى جانب الروم وقاتلت ضد المسلمين، كما أن بعض العرب من لخم وجذام ساندوا المسلمين فيما بعد في اليرموك لكنهم لما رأوا جد القتال فروا، لكن نصف جيش الروم كان عربياً بقيادة جبلة بن الأيهم الغساني. وقد قاوم نصارى الشام الجيوش الاسلامية لأسباب دينية فلما رأوا انتصار المسلمين جنحوا الى مصالحتهم. ويرى نولدكة وتريمنكهام أن قيام القبائل المتنصرة بمقاومة الفتح الاسلامي ما كانت نابعة عن التزام ديني بقدر ما كانت المصالح تقتضي مثل هذا الموقف، فلما زالت هذه المصالح ورفض الروم دفع المبالغ المقررة لتلك القبائل التي كانت تحمي مداخل الصحراء حتى بدأت تغير من موقفها مع المسلمين (?). أما الروم فقاتلوا بعنف في ميادين عديدة وأطالوا القتال وحسبوا حركة الفتح غزوا ينتهي بانسحاب العرب بعد إحرازهم على الغنائم، ونسوا أن العرب تغيروا وأصبحت لهم مثل وقيم ومبادئ دونها كنوز الأرض كلها. وأنهم عندما قدموا ألوف الشهداء على أرض الشام ابتغوا نشر الرسالة والتمكين لها وليس نهب البلاد المفتوحة، وهذا سر استمرار وجودهم هناك (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015