ولقي الطب اهتماماً واضحاً، وكانت أحداث الجهاد وكثرة الجراحات دافعاً قوياً لذلك، وقد ورث المسلمون خبرات العصر الجاهلي الطبية، وأشهر أطباء العرب الذين عاصروا ظهور الاسلام الحارث بن كلدة الثقفي (?)، والمتطبب الشمردل بن قباث الكعبي النجراني (?)، وكان ضماد بن ثعلبة الأزدي يتطبب، وقد رحل في طلب علم الطب (?).
وقد أضاف النبي صلى الله عليه وسلم رصيداً ضخماً إلى التراث الطبي الجاهلي كما يظهر ذلك في كتب الطب النبوي، ولا شك أن علم الطب ازداد رصيده في عصر الراشدين بإضافة معلومات الفرس والروم الطبية إليه.
ومنذ ذلك العصر كانت النظرة إلى علم النجوم مفعمة بالشك، فليس من أحد يعرف الغيب إلا الله وحده، وقد أبطلت الكهانة والسحر وعلم النجوم التي كانت شائعة في الجاهلية بحكم العقيدة الإسلامية، فورد في الحديث النبوي: "من اقتبس علماً من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد" (?). قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: "قوم ينظرون في النجوم يكتبون "أبا جاد" أولئك لا خلاق لهم" (?)