درهم أحياناً (?).
ولما تحسنت موارد بيت المال في خلافة عمر رضي الله عنه قدَّم وصيته- قبل موته- بتحرير جميع الأرقاء المسلمين في الدولة. ولكن المصادر لا تذكر تطبيق هذه الوصية في عصر الخلافة الراشدة، ولعل ظروف الفتن التي أعقبت خلافة عمر حالت دون ذلك (?). وهذه المبادرة العمرية هي أقدم محاولة في التأريخ الإنساني لتحرير الرقيق تحريراً شاملاً في نطاق دولة كبرى.
يروى أن عمر بن الخطاب رأى الدراهم الفضية المتداولة في الأسواق مختلفة الأوزان، منها البغلي وهو ثمانية دوانيق، ومنها الطبري وهو أربعة دوانيق، ومنها المغربي وهو ثلاثة دوانيق، ومنها اليمني وهو دانق واحد. ولاحظ أن المتداول منها كثيراً هو الطبري والبغلي، فجمع بينهما فكان اثني عشر دانقاً، فأخذ نصفها فكان ستة دوانق، فجعل الدرهم الإسلامي في ستة دوانق. كما يروى أنه أراد أن يجعل الدراهم من جلود الإبل ثم عدل عن ذلك.
واستعملت الدولة الإسلامية في عصر الخلافة الراشدة الدينار البيزنطي والدراهم الساسانية، وكان الدينار البيزنطي يزن مثقالا من الذهب أو ثمانية دوانيق أو عشرون قيراطاً (?). ومن الثابت ضرب بعض النقود الإسلامية في بلاد فارس في حوالي سنة (20) هـ وسنة (39) هـ وعليها عبارات عربية فارسية مشتركة، ويحتفظ