أخاه الحكم بن أبي العاص نائباً عنه بالبحرين واستمرت ولايته إلى خلافة عثمان حيث صارت البحرين تابعة لولاية البصرة (?). ولكن يبدو أن ولاية آل الجلندي على عمان تجددت حيث كانوا ولاتها حتى خلافة يزيد بن معاوية (?).
أما مناطق الحجاز خارج المدن الرئيسية، وهضبة نجد فكان فيها عدد من القبائل الكبيرة والصغيرة يتولاها رؤساء منها، ولما دخلت في الإسلام أبقى النبي صلى الله عليه وسلم رؤساءها القدامى ولم يعزلهم، وكان ذلك يرضي الرؤساء وقبائلهم، ويعزز سيادة الدولة على البقاع النائية عن العاصمة.
وأما المناطق التي حافظت على أديانها السماوية القديمة فقد خضعت للدولة الإسلامية بعقد الذمة مثل نصارى نجران ونصارى إيلة ويهود تيماء.
ومن الواضح أن عصر الخلافة الراشدة ورث هذه الأوضاع الإدارية عن عهد النبوة، ولكن حركة الفتح أضافت مساحات جديدة واسعة هي الهلال الخصيب وإيران ومصر مما اقتضى تنظيم المناطق المفتوحة وربطها بالدولة.
"وكان لسير الفتوح إثر رئيسي في تحديد الأقسام الإدارية، فمع أن التنظيم الإداري إلى أمصار (أو ولايات) تأثر باعتبارات جغرافية واستراتيجيه وبالتراث الإداري فيها، وأحياناً بانتشار القبائل، إلا أن الأراضي التي كانت تفتح من قبل المقاتلة المرسلين بقيادة أمير من المدينة تكون وحدة إدارية، ويرجع جُلَّ واردها إليهم.
أما الفتوحات التي تمت على يد مقاتلة مصر من الأمصار بعدئذ، فإنها تكون تابعة لذلك المصر. فبلاد الشام فتحت على أيدي أمراء بقوات موجهة من المدينة،