ومعه مخصرة فجعل ينكت بالمخصرة في الأرض، ثم رفع رأسه فقال: "ما منكم من أحد، ما من نفس منفوسة إلا قد كتب الله مكانها من النار أومن الجنة، إلا قد كتبت شقية أو سعيدة"، قال فقال رجل من القوم: يا نبي الله أفلا نمكث على كتابنا وندع العمل فمن كان من أهل السعادة ليكونن إلى السعادة، ومن كان من أهل الشقوة ليكونن إلى الشقوة، قال: "اعملوا فكل ميسر، أما أهل السعادة فييسرون للسعادة، وأما أهل الشقوة فييسرون للشقوة"، ثم قال نبي الله: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} .
ورواه الترمذي في جامعه في تفسير سورة {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} عن محمد بن بشار عن عبد الرحمن بن مهدى عن زائدة بن قدامة عن منصور بن المعتمر عن سعد بن عبيدة عن أبى عبد الرحمن السلمي عن على رضي الله عنه بنحو ما تقدم عند أبى داود وقال: هذا حديت حسن صحيح، ورواه في أبواب القدر عن الحسن بن على الحلواني عن عبد الله بن نمير ووكيع عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبى عبد الرحمن السلمي عن على رضي الله عنه، ومتنه أخمر من الذي قبله، وقال: هذا حديث حسن صحيح.
ورواه ابن ماجه في أوائل سننه فقال: حدثنا عثمان بن أبى شيبة حدثنا وكيع ح وحدثنا على بن محمد حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن سعد بن عبيدة عن أبى عبد الرحمن السلمي عن على قال: كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم وبيده عود فنكت في الأرض، ثم رفع رأسه، فقال: "ما منكم من أحد إلا وقد كتب مقعده من الجنة ومقعده من النار"، قيل يا رسول الله أفلا نتكل، قال. "لا، اعملوا ولا تتكلوا، فكل ميسر لما خلق له"، ثم قرأ: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} .
ورواه الإمام أحمد في المسند.