وقد أشار إلى هذين الوجهين الحافظ في الفتح فقال: قوله عن سعد بن عبيدة، كذا يقول شعبة، يدخل بين علقمة بن مرثد، أبى عبد الرحمن سلم ابن عبيدة، وخالفه سفيان الثوري فقال: عن علقمة عن أبى عبد الرحمن ولم يذكر سعد بن عبيدة، وقد أطنب الحافظ أبو العلأء العطار في كتابه (الهادي في القرآن) في تخريج طرقه فذكر ممن تابع شعبة ومن تابع سفيان جمعا كثيرا، وأخرجه أبو بكر بن أبى داود في أول الشريعة له وأكثر من تخريج طرقه أيضا، ورجح الحفاظ رواية الثوري وعدوا رواية شعبة من المزيد في متصل الأسانيد. وقال الترمذي: كأن رواية سفيان أصح من رواية شعبة، وقال: وقد قال أحمد حدثنا حجاج بن محمد عن شعبة قال أيسمع أبو عبد الرحمن السلمي من عثمان، ونقل ابن أبى داود عن يحي بن معين مثل ما قال شعبة، وذكر الحافظ أبو العلاء أن مسلما سكت عن إخراج هذا الحديث في صحيحه انتهى. والجواب عن الوجه الأول ما قاله الحافظ ابن حجر في الفتح: وأما البخاري فأخرج الطريقين فكأنه ترجح عنده أنهما جميعا محفوظان، فيحمل على أن علقمة سمعه أولا من سعد ثم لقي أبا عبد الرحمن فحدثه به، أو سمعه مع سعد بن أبى عبد الرحمن فثبته فيه سعد، وقد أجاب بنحو هذا في مقدمة الفتح أيضا.
والجواب عن الوجه الثاني من وجوه:
الأول: قال الحافظ في مقدمة الفتح: وأما كون أبى عبد الرحمن لم يسمع من عثمان فيما زعم شعبة فقد أثبت غيره سماعه عنه وقال البخاري في التاريخ الكبير: سمع من عثمان والله أعلم.
الثاني: قال الحافظ في الفتح: قلت قد وقع في بعض الطرق التصريح بتحديث عثمان لأبى عبد الرحمن، وذلك فيما أخرجه ابن عدى في ترجمة عبد الله بن محمد بن أبى مريم من طريق ابن جريج عن عبد الكريم عن أبى عبد الرحمن حدثني عثمان وفي إسناده مقال.