مروحة أذب بها عنه، فسألت بعض المعبرين فقال لي: أنت تذب عنه الكذب، فهو الذي حملني على إخراج الجامع الصحيح.
مدى عنايته في تأليفه: ولم يأل البخاري رحمه الله جهدا في العناية، في هذا المؤلف العظيم يتضح مدى هذه العناية مما نقله العلماء عنه، فنقل الفربري عنه أنه قال: ما وضعت في كتابي الصحيح حديثاً إلا اغتسلت قبل ذلك وصليت ركعتين.
ونقل عمر بن محمد البجيري عنه أنه قال: ما أدخلت فيه- يعنى الجامع الصحيح- حديثاً إلا بعد ما استخرت الله تعالى وصليت ركعتين وتيقنت صحته.
ونقل عنه عبد الرحمن بن رساين البخاري أنه قال: صنفت كتابي الصحيح لست عشرة سنة خرجته من ستمائة ألف حديث وجعلته حجة فيما بيني وبين الله تعالى.
موضوع الجامع الصحيح: والأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هي موضوع كتابه الجامع الصحيح فهي التي وجه عنايته إليها وجعل كتابه مشتملا عليها ويدل لذلك أمور منها:
1- تسميته لكتابه: الجامع الصحيح المسند من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه.
2- تصريحه بذلك في نصوص كثيرة نقلت عنه، تقدم ذكر بعضها في السبب الباعث له على تأليفه وفي التنويه بمدى عنايته في تأليفه، ومن ذلك غير ما تقدم ما نقله الإسماعيلي عنه أنه قال لم أخرج في هذا الكتاب إلا صحيحاً وما تركت من الصحيح أكثر وروى إبراهيم بن معقل عنه أنه قال: ما أدخلت في كتابي الجامع إلا ما صح- وتركت من الصحيح حتى لا يطول.
محتويات الجامع الصحيح: وصحيح البخاري كما اشتمل على