وقول ابن عباد (?) [من مجزوء الرمل]:
قال لى: إنّ رقيبى … سيّئ الخلق فداره
قلت: دعنى وجهك الج … نّة حفّت بالمكاره (?)
وهو ضربان؛ ما ينقل فيه المقتبس عن معناه الأصلى كما تقدّم، وخلافه كقوله (?) [من الهزج]:
لئن أخطأت فى مدحي … ك ما أخطأت فى منعى
لقد أنزلت حاجاتى … بواد غير ذى زرع
ـــــــــــــــــــــــــــــ
قال لى إن رقيبى … سيّئ الخلق فداره
قلت دعنى وجهك الج … نة حفت بالمكاره
فإنه مقتبس من قول النبى صلّى الله عليه وسلّم: حفت الجنة بالمكاره (?) قيل: وقد يكون الاقتباس بتضمين شئ من الفقه، أو الأثر، أو الحكمة. فالفقه كما روى عن الشافعى، ولم يصح عنه:
خذوا بدمى هذا الغزال فإنه … رمانى بسهمى مقلتيه على عمد
ولا تقتلوه إننى أنا عبده … ولم أر حرا قط يقتل بالعبد
وفيه نظر، لأن هذا أولى بأن يعد من التلميح، وأما أخذ الأثر فهو من العقد، وسيأتى، وقد يقال: القسم الذى قبله - أيضا - من العقد.
(ثم الاقتباس نوعان): أحدهما (ما لم ينقل فيه المقتبس عن معناه الأصلى) قبل الاقتباس إلى معنى غيره، كالأمثلة السابقة (و) الثانى (خلافه)، وهو ما نقل عن معناه قبل الاقتباس، كقول ابن الرومى:
لئن أخطأت فى مديحك … ما أخطأت فى منعى
لقد أنزلت حاجاتى … بواد غير ذى زرع