وإن كان مثله: فأبعد عن الذّم، والفضل للأوّل؛ كقول أبى تمام [من الكامل]:

لو حار مرتاد المنيّة لم يجد … إلّا الفراق على النّفوس دليلا

وقول أبى الطيب [من البسيط]:

لولا مفارقة الأحباب ما وجدت … لها المنايا إلى أرواحنا سبلا

ـــــــــــــــــــــــــــــ

ولم يسمح بعد ذلك بهلاكه. (وإن كان مثله) أى إن كان الثانى مثل الأول فى البلاغة والفضل (فأبعد من الذم) مما قبله، ولكن الفضل للسابق، كقول أبى تمام:

لو حار مرتاد المنيّة لم يجد … إلا الفراق على النفوس دليلا (?)

فإنه مثل قول أبى الطيب بعده:

لولا مفارقة الأحباب ما وجدت … لها المنايا إلى أرواحنا سبلا (?)

كذا قالوه، والذى يظهر أن بيت أبى الطيب أحسن، لأنه أصرح فى المراد. قال فى الإيضاح: ومن هذا الضرب ما هو قبيح جدا، وهو ما يدل على السرقة باتفاق الوزن والقافية، كقول أبى تمام:

مقيم الظن عندك والأمانى … وإن قلقت ركابى فى البلاد

ولا سافرت فى الآفاق إلّا … ومن جدواك راحلتى وزادى (?)

وقول أبى الطيب:

وإنى عنك بعد غد لغاد … وقلبى عن فنائك غير غاد

محبّك حيثما اتّجهت ركابى … وضيفك حيث كنت من البلاد (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015